Friday, October 7, 2011

من أول السطر...جلال امين


اليمين مفلس رغم كل إدعاءاته بغير ذلك , بل ربما . كانت كل هذه الإدعاءات بسبب إفلاسه , وإفلاس اليمين ليس ظاهرة مصرية , بل هو حقيقة تنطبق علي العالم بأسرة . ويجب ألا يخدعنا ما يبدو وكأنه إنتصار للرأسمالية وإنحسار لليسار . الإنتصار هو مجرد إنتشار أوسع لقوي القهر , يجب ألا يخفي عنا تأكلها وتحللها في الجذور . وإنحسار اليسار هو تراجع لقوي كانت تحارب معركة أسدل عليها الستار فهي عائدة إلي بيوتها , ولكن اليمين مفلس بمعني أنه لم يعد يحمل الإنسانية إلي الأمام بل يجرها إلي الخلف , رغم كل ما يوزعة علي الناس من هدايا ومسكنات .

والتيار الديني من النوع السائد اليوم في مصر ’ مشكلة أكثر تعقيدا ولكنة بدورة , وبعكس كل المزاعم التي تقال بشأنه , لا يقدم حلا بأي معني من المعاني اللهم إلا بمعني الخلاص الفردي , أما فيما عدا هذا , فهذا التيار لا يحل لا مشكلة إجتماعية ولا إقتصادية ولاإنسانية , بل يزيد هذة المشاكل تعقيدا , ولا يقدم سبيلا للخلاص من القهر بل يقدم صورة جديدة منه تضاف إلي قوي القهر الأخري . مشكلة التيار الديني السائد في مصر الأن أنه لا يحاول أن يفهم ما يحدث في العالم , ويستعيض عن ذلك بأن يهرول خائفا عائدا إلي مدينه فاضله تحققت في وقت ما في الماضي , ويخلق لنفسة عالما سحريا يعيش فيه بعيدا عن منغصات هذا العالم دون أن يبذل أدني جهد لمواجهتها . أما المسدس الذي يطلق به الرصاص علي هذا العالم فهو مسدس شبيه بما يستخدمه الأطفال في لعبهم : قد يخدش ولكنه لا يقتل أحدا , قد يحدث فرقعة لكنة لا يغير شيئا ,

أما اليسار الذي لازال يدين بأفكار القرن التاسع عشر , ولا يزال يظن أن المستضعفين في الأرض هم فقط الحاصلون علي أجور منخفضه , وأن الإستغلال فقط الحصول علي فائض القيمة , وأن القهر هو فقط قهر الرأسماليين للعمال , وأن الحل هو (( الإشتراكية )) بنفس المعني المألوف الذي لا يتعدي الملكية العامه لوسائل الإنتاج والتخطيط المركزي وإعادة توزيع الثروة والدخل , فإنه للأسف يضيع وقتنا ووقته , ويبدد طاقته فيما لم يعد ورائة طائل . والأفضل أن يواجه العالم الجديد , الثري ثراء لا حدود له بالإحتمالات , والزاخر بكنوز لا نهاية لها من فرص الإبداع .

2 comments:

Anonymous said...

انا مش فاهم اخر فقرة من المقال ايه المقصود بيه ؟؟ هل يعني ان الاشتراكية عبث ؟؟
بيتر فاروق
poty_farok@yahoo.com

مصطفى محمود said...

بالعكس .. ولكن جلال امين ينتقد الخطاب التقليدى لليسار ويدعو لتجديدة ...واتباع تكتيكات جديدة تتناسب مع عصر غير معنى بالتفاصيل النظرية بقدر ما يعنى بالبرامج السياسية