Wednesday, October 6, 2010

قولوا للأكل الحرام .....بالهنا والشفا!!1


كنت اتابع فى رمضان على فترات متقطعة مسلسل العار والذى هو إعادة انتاج لفليم العار ولكن بتفاصيل اكثر درامية ...وقد حاز المسلسل على نسبة مشاهدة كبيرة وقبول واسع ، خاصة مع اغنية التتر المميزة ...لكن ما شد انتباهى ان الفكرة الرئيسية للمسلسل هى ( النهاية السودة للمال الحرام ) ... وطبعا هى تيمة راسخة فى الدراما والسينما المصرية ....ولكنها كانت مركزة بشكل اكبر فى هذا العمل بشكل مبالغ فية للغاية ....ولكن على اى حال الناس احبت المسلسل ليس بسبب مستواة الفنى مثلا ولكن لانة داعب فكرة رومانسية كثيرا ما يأنس لها البسطاء ... وهى الاغنياء الاشقياء باموالهم والفقراء السعداء بضنكهم .... بل ان هناك صور اكثر سذاجة لا تمل الدراما من تقديمها ...فدائما ما يكون الفاسدون من اصحاب الاموال اوالنفوذ ....لديهم ابن معاق مثلا .... ولد مدمن ..زوجة خائنة ... او لديهم مرض خطير ... المهم اى شىء "يكسر" الشعور بالحقد ويدعو للتعاطف مع هؤلاء الاغنياء الاشقياء!! ....بينما على الجانب الاخر يبدو الفقراء سعداء ومبتسمين وراضيييين واصحاء كالبغال واطفالهم متفوقين فى دراستهم ....الخ .

هذة الافكار الهزلية والخادعة لا تروج لوجة الله او نتاج الصدفة ....ولكنها تهدف عادة الى "تبرير الاوضاع" اكثر من اى شىء اخر ولخدمة مصالح طبقة مستغلة ومستفيدة من بقاء الحال كما هو علية ....وترجع سبب شعبية هذة الافكار انها تقدم مواساة للفقراء والبسطاء فى بؤسهم.. هم فقط لا يستوعبون فكرة ان هناك اناس تعيش فى جنة على الارض وسيتمتعون بها لاخر حياتهم بدون "شلل :" او" سجن" !1
بينما هم فى فاقة الى ابد الابديين بدون لحظة نعيم واحدة ....ولهذا يقبلون على تعاطى هذة الافكار بنهم ..

من الناحية الدينية طبعا انا لا انكر العقاب الالهى للفاسدين والخاطئين ...... ولكن الاصل فيها هو عقاب الاخرة
" الحساب" وفكرة التعجيل الانى واللحظى بالعقاب هى الاستثناء ....ولو كان هذا حال الدنيا لما ظهر فاسدين ولصوص وقتلة اصلا ولانصلحت الاحوال من زمان بعيد. و تقديم هذة الفكرة الساذجة وربطها بالدين .. وترويجها من خلال رجال الدين الرسميين تارة ... والوهابيين تارة اخرى ....شىء مؤسف فهم يكرسون فى اذهان الناس " الدور السلبى " فى الحياة ...فليس على الناس ان يسعوا للاقتصاص من النصابين والفاسدين واالمستغلين و المستبدين مثلا ...فهذا شأن السماء ويجب ان بنتظروا تحقيق " العدالة الشعرية " وجل دورهم هو ترديد
منة لله ... حسبى الله ونعم الوكيل ...الخ

لا تننظروا الاشقياء حتى "يزورو من اللقمة الحرام" .... بل انتزعوها من افواههم ان كانت ملوثة بحقوقكم
والا فلا تصدعونا بالانتحاب والعويل ... وبالهنا والشفا عليهم .