Saturday, January 19, 2008

حين مسيرة


اخر افلام خالد يوسف حين ميسرة جائت لتؤكد تميز وابداع هذا المخرج الرائع فبعد ان سادت السينما المصرية موجة من الافلام التافهة والسطحية والتى لا تهدف الا الى تغيب الشباب والجمهور عن مشاكلهم الواقعية بدأ بعد المخرجين فى محاولة تقديم واقع اخر فى افلامهم ومن خلال ابطال مختلفين ومن خلال قصة تتحدث عن مشاكل وهموم الناس ومن اهم هؤلاء خالد يوسف. فبعد ان مللنا سينما رجال الاعمال وشاليهات مارينا وفلل شرم الشيخ حتى ليحسب اى متفرج غير مصرى على افلامنا ومسلسلاتنا اننا شعب نعانى تخمة من الشركات والاموال والرفاهية وكل ما يعنينا لنقدمة فى الدراما هو مشاكل الحياة الزوجية بين سيدة المجتمع وبين رجل الاعمال! وهذا التحيز الواضح الذى نراة لشريحة لا تمثل اكثر 5 فى المائة من الشعب المصرى فى كل اعمالنا الفنية من حيث الحجم والتكثيف تؤكد لنا غفلة او تناسى القائمين على هذة الاعمال للمشاكل والازمات التى يعانى منها غالبية المجتمع ، وجاء حين ميسرة ليؤكد على تفرد مخرج مهموم بمشاكل الناس ، فابطال الفيلم، عادل الميكانيكى الفقير والذى يتعرف على ناهد(سمية الخشاب) ويحبها ولكن بعد فترة يكتشف انها حامل فيثور غضبة ويقول لها انة لا يملك شيئا وان عليها ان تنتظر فاذا توفر لدية اموال فهذا ابنة وهى زوجتة واما اذا لم تتغير الاوضاع فهى ليست زوجتة ولا يلزمة هذا الطفل ..هل هى ندالة ؟ ولكن اعتقد ان مبررها الفقر لا اكثر وهذا ما نتاكد منة عندما نراة يعانى طوال الفيلم من هذا الموقف . وبعد ان تلد ناهد طفلها تذهب بة الى امها وزوجها الذى يتحرش بها وعندما ترفض مطاوعتة يقول لها انه لا يطيق طفلها وليس لدية اموال ليصرف علية ويخيرها بين ارسالة لابية او يطردها من البيت معة وعندما تفشل فى العثور على عادل وعندما لم تجد اى مخرج اخر ركبت سوبر جيت الى اسكندرية وعندما نزلت من الاتوبيس كانت قد تركت طفلها على احد المقاعد وذهبت .. وبكل مرارة وحزن لانها لم تستطع الاحتفاظ بابنها لانها فقيرة تذهب الى امها مرة اخرى وتقول انها تركت طفلها لزوجها . وفى هذة الاثناء يتجة عادل الى تجارة المخدرات لكى يستطيع ان يصرف على نفسة واهلة ولكنة يبدد البضاعة ويطالبة المعلم بالثمن ويحاصرة رجال المعلم فيرتبك وبخبرهم ان الاموال لدية فى الداخل وهرول الى داخل غرفتهم فيجد امة بمفردها وفى يدها سوارين من الذهب الرخيص ولكنة قدر انها ستحل ازمتة وترفض امة اعطائة الذهب فيضطر الى ارغامها . فتوافق امة فى مشهد رائع بين عادل وامة(هالة فاخر) ..كلاهما يبكيان وغير راضين عما يحدث ولكن الظروف هى التى تدفعهم لذلك وبعد ما حصل على الذهب نظر الى امة مرة ثانية وبكى واعطاها السوارين وذهب لرجال المعلم فى الخارج معرضا نفسة لخطر الموت على يدهم، وبعد فترة يحترف الاجرام وتحترف ناهد الرقص بينما طفلهما قد وجدة سائق وذهب بة الى اسرة لا تنجب ولكن بعد عدة سنوات انجبت فتركتة لاحدى الاقارب الذين ساؤ معاملتة فترك البيت وتصادق مع اطفال الشوارع واصبح منهم . و كأن الفيلم يقول لنا ان الرجال الفقراء يدفعون دفعا الى الجريمة وبعضهم الى التطرف والنساء ترغم على بيع جسدها الاف المرات لكى تستطيع ان تعيش بينما اولادهم يتحولون لاطفال شوارع والغريب ان الفيلم يسجل لنا حياة هؤلاء الاطفال بصدق بالغ فنرى انهم يتعيشون على التسول والسرقة ويفترشون الارض كل ليلة للنوم ويسكنون الخرابات ووسط تلك الحضارة والرقى التى نراها فى مجتمعنا نجد حياة هؤلاء الاطفال وكانهم مجموعة من بشر ما قبل التاريخ حتى لنجدهم يتشاركون الاناث بينهم فى مشاعية جنسية صادمة وكأن هؤلاء لاينتمون لمجتمعاتنا المتحضرة المتعلمة النظيفة وعندما تلد فتاة ايمن (ابن عادل وناهد) يتشاجرو الاولاد فيما بينهم فى لمن ينسب هذا الطفل وبعد ان تؤكد الفتاة انة ابن ايمن نرى باقى الاولاد تهنئة فى مشهد غريب ولكن المؤسف انة واقعى ... وربما من فرط هذة الواقعية الصادمة افترض البعض المبالغة فى مشاهد الفليم وابتعادة عن الواقع وهو ما دفع خالد يوسف لكى يقطع هذة الاقوال بالتأكيد على واقعية فيلمة بان يكتب فى نهايتة :
كنت اريد ان انقل الواقع كما هو ولكنى للاسف لم استطع لان الواقع اصعب بكثير
حين ميسرة فيلم رائع يتحدث عن 15 مليون من ساكنى العشوائيات كانوا هم ابطال هذا الفيلم ويحكى قصة شقائهم بين الحكومة وبين الجماعات الاسلامية من ناحية وبين الفقر والعوز والجوع وبين الجريمة والدعارة والانحلال من ناحية اخرى
انصح الاصدقاء بدخول هذا الفيلم لانة بلا شك من الاعمال الثرية فنيا والمفيدة لمعرفة مجتمعنا عن قرب
كلمة اخيرة :
اعتذر لكل الاصدقاء على هذا الانقطاع لاسباب خارجة عن ارادتى وتحياتى وامتنانى لكل من سأل عنى