Friday, February 26, 2010

طرب الحكى


قلادة من الذهب الابيض بكرات متدرجة الاحجام من حجر القمر . رأيتها بهذا العقد يوم تعارفنا . مددت يدى اتحسسة فأطبقت يدها علية وضمتة الى صدرها فحكت لى :

- الله علية أحبنى بجنون واهدانى هذا الحجر الغريب كل يوم يكون فى حال من حالات القمر فى نورة وظلامة ، لهذا سموة حجر القمر .
كان مسئولى التثقيفى فى التنظيم ومعلقا سياسيا بارعا فى الاذاعة ، واسع العلاقات جدا وعلى اعلى المستويات ..افادنى كثيرا مثقف وكانة يعرف كل شىء وكلامة كبير كلام من النوع الذى تمنى ان تقولة وان تتقن كيف تقولة . تعلمت منة.
كان واثقا محبا للحياة ولة هوايات غريبة يحتفظ فى شقتة ببغاء استرالى دربة على جملة واحدة : تحيا مصر.
فى شخصيتة مرح لا يناسب وزن عملة الفكرى يصل احيانا الى درجة الخفة، ابن نكتة يسخر حتى من قصر قامتة .انا طويلة جدا ، وهو شبر ونصف حين يكلمنى يكور يدية حول فمة كالبوق ويقلب وجهة الى فوق مناديا : انزلى سلمتين يا وداد ، ينادينى انا الطويلة لانحنى كى يقبلنى ويشب هو على اطراف اصابعة لكل يكمل بقية المسافة

ما كان احلاة يشب كأنة يلامس القمر .يكسر ظهرى بقبلتة ،يقبلنى والببغاء يصيح ابتهاجا امامنا : تحيا مصر .
بعد النكسة فقد بريقة ، سكنت الميكروفونات ، وتحول هو الى مجرد موظف كبير بلا صلاحيات فى مكتب رث . انزوى حتى فى التشكيلات الحزبية .قل احتكاكى بة .

- أصادفة احيانا فيعاتبنى على ابتعادى ويسألنى : ألم تكونى تصدقين؟ - أتتصور ولا مرة فكرت ، اتصدق والله ما فكرت لكن الكلام كان يعجبنى ، يطربنى

-- كلكم لم تفكروا ...وأكتفيتم بالطرب.

---------------------------------------------------------------------------
من رواية : الأفندى
لمحمد ناجى