Thursday, May 5, 2011

موت اسامة بن لادن ....وميلاد الشعوب العربية


اثار مقتل بن لادن على يد القوات الامريكية الخاصة فى باكستان منذ ايام الكثير من الجدل والمشاعر المتضاربة بين التعاطف والفرح والحيرة ! والحق ان الرجل ذائع الصيت والذى لقب باكثر رجل مطلوب على وجة الارض ...كان دائما مثيرا للجدل والاختلاف ... وربما كان هذا لان الواقع الذى افرز "حالة " بن لادن هو ايضا شديد التناقض ....فالشرق الاوسط يعد المنطقة الاكثر اضطرابا فى العالم....فقد جمعت بين الفقر والجهل والتخلف من ناحية ...وبين الاستبداد والديكتاتورية والاستعمار الجديد فى ابشع صورة من ناحية اخرى ... ومجتمع مأزوم كهذا لابد
ان يفرز اشخاصا مختلفين واستثنائيين كبن لادن

شعبية بن لادن

ترجع شعبية بن لادن وتنظيم القاعدة فى الشرق الاوسط والعالم الاسلامى ...لانة يعلن صراحة كراهية ضد اميركا واسرائيل بل والغرب كلة !..وهم بعد السبب فى كل مشاكل الشرق الاوسط فى نظر الشعوب العربية والاسلامية ، وياتى اهمية دور بن لادن وتنظيم القاعدة بهجماتة وتفجيراتة ضد المصالح الاجنبية فى المنطقة مقابل الدور السلبى بل والمتواطىء من الانظمة العربية وقادتها تجاة التدخل الاجنبى السافر بل والاحتلال المباشر فى المنطقة ...فكان من الطبيعى ان يظهر بن لادن فى شخصية الرمز الشرقى الذى يواجة الغرب بكل جبروتة ...وهذا ما اكسبة هذة الشعبية .

ايدلوجية القاعدة

لا شك ان مقاومة الاستعمار الاجنبى للشعوب العربية والاسلامية امر لا ينكرة احد ...ولا يستطيع اعدى اعداء بن لادن ان ينتقد ذلك ....ولكن الازمة الحقيقية بين فكر القاعدة وبين اغلبية المواطنين من المجتمعات العربية تكمن فى اسلوب بن لادن فى تنفيذ افكارة ..مرورا ببعض الافكار المروعة والتى تعد حقا ردة حضارية بكل المقاييس ، ف بن لادن لم يكتفى ابدا بالهجوم على الجنود الامريكين بل لقد سن سنة جديدة بقتل المدنين والابرياء ...بل لقد افتى بقتل اى امريكى سواء داخل منطقة الشرق الاوسط او فى اى مكان بالعالم !! وهنا تعدى الامر فكرة المقاومة الى فكرة عنصرية دموية وهى استباحة دماء شعوب غربية باكملها ....وليت الامر اقتصر على هذا بل ان افكار بن لادن تستحل ايضا اراقة الدماء العربية والاسلامية والتى تراها ..مرتدة ومنافقة وكافرة ... فالاحزاب بكل تنوعاتها والانتخابات ومنظمات المجتمع المدنى فى رأية هو كفر وبدع . وبرلمانات الدول العربية - حتى بعد اصلاحها - هى مجالس كفرية !! وموظفى هذة الدول من اجهزة امنية ودبلوماسية فى حكم المنافقين !!..وليس للاشخاص المختلفين معة فى رؤية الاصلاحية للعالم ..من ليبرالين ويساريين ومثقفين وبل والاسلاميين المعتدليين الا القتل ذبحا او نسفا ! وناهيك عن اراءة الخاصة بمسيحيى الشرق الاوسط .

نهاية وبداية

لا يحق لمؤيدى بن لادن والمتعاطفين معة ان يأخذوا الامريكان على طريقة "اغتيالة " ، فالرجل لم يكن سمحا بهذا القدر مع المدنين الابرياء والعزل من السلاح ...للدرجة التى يتوقع البعض ان يعاملوة بالمثل ...فليتذكر هؤلاء تفجيرات مدريد وبرجى التجارة العالمى وغيرهما من التفجيرات التى لم ترحم كبيرا ولا صغيرا ....ان مقتل بن لادن قد جاء فى توقيت درامى للغاية ..برغم كل الالغاز حول طريقة موتة وكيفية الوصول الية ولماذا الان الى اخرة، ....الا ان موت الرجل بعد انفجار ثورات الشعوب العربية على انظمتها الاسبتدادية قد بدا وكأن دورة قد انتهى ....، ان دور الشخصية / الاسطورة ...والتى تتزعم بعض التفجيرات هنا وهناك لم يعد لة مكان ..مع ميلاد روح جديدة للشعوب العربية التى لا تنتظر ابطالا دراميين لينقذوها وانما اخذت على عاتقها تحرير نفسها واصلاح اوضاعها ...، التجربة اثبتت ان المغامرات الفردية مهما بدت رومانسية وحالمة تاثيرها لا يتعدى سوى الاخبار وبعض التصريحات ، بينما قرارات الجماهير وانجازاتهم اكثر عمقا و تستطيع انجاز ما حاول هؤلاء المغامرين انجازة عبر عشرات السنين فى شهور قليلة ...اذا كان بعضنا قد حزن على موت بن لادن ...فانا اكثر سعادة بميلاد الشعوب العربية الحرة

الجماهيير هى الحل

1 comment:

اخبار مصرية said...

فعلا .. مقتله درامى
لكنه مفهموم ... بيشبة يوم مقتل صدام حسين