لا تصالح!
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هى أشياء لا تشترى..
هل يصير دمى – بين عينيك – ماء؟
أتنسى ردائى الملطخ..بالدماء
تلبس – فوق دمائى – ثياباً مطرزة بالقصب؟
-2-
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأس!
أكل الرؤوس سواء؟!
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يد.. سيفها كان لك
بيد سيفها أثكلك؟
سيقولون:
جئناك كى تحقن الدم..
جئناك كن – يا أمير – الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك.
واغرس السيف فى جبهة الصحراء..
إلى أن يجيب العدم.
إ
-4-
لا تصالح
ولو توجوك بتاج الإمارة.
كيف تخطو على جثة أبن أبيك..؟
وكيف تصير المليك..
على أوجه البهجة المستعارة؟
كيف تنظر فى يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
فى كل كف؟
إن سهماً أتانى من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف.
فالدم – الآن – صار وساماً وشارة.
لا تصالح،
-5-
لا تصالح،
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام.
وارو قلبك بالدم..
وارو التراب المقدس..
وارو أسلافك الراقدين..
إلى أن ترد عليك العظام!
-6-
لا تصالح،
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاء،
وتبدى – لمن قصدوك – القبول.
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأراً يطول.
فخذ – الآن – ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
فى هذه السنوات القليلة.
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيل فجيل.
وغدا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملة،
يوقد النار شاملة،
يطلب الثأر،
يستولد الحق،
من أضلع المستحيل.
لا تصالح،
ولو قيل إن التصالح حيلة.
إنه الثأر
تبهت شعلته فى الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباه الذليلة!
-9-
لا تصالح،
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ،
والرجال التى ملأتها الشروخ،
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد،
وامتطاء العبيد،
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح،
فليس سوى أن تريد.
أنت فارس هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
-10-
لا تصالح
لا تصالح!
2 comments:
لا تصالح طبعاً
و مبدأ التفاوض مرفوض من الأساس
دى كلماتك يا مصطفى
هى رائعة
............
جميل التعليق اللى سيبته
خلانى أبتسم شكراً يا مصطفى
كلماتى اية ..متوديناش فى داهية .. دة عمنا الرائع أمل دنقل
-------------
يعم انت اللى مدونتك هايلة
Post a Comment