Saturday, December 27, 2008
Friday, December 26, 2008
Tuesday, December 16, 2008
اليونان : المجد للمقاومة FUCK THE POLICE
اجدع تحية للرفاق هناك
Monday, December 15, 2008
جديد مركز الدراسات الاشتراكية ....كتيب الازمة الرأسمالية العالمية
Monday, December 8, 2008
كل سنة وانتوا طيبيييييين
talkshow 2
اللى بيتعرض على قناة موجة كوميدى
خشوا على الرابط دة وحملوا كل الحلقات بصورة ممتاااااااازة .
http://www.dvd4arab.com/showthread.php?t=1401430
وطبعا يسرنا تلقى اللحمة واطباق الفتة....او ما يعادلة بالدولار ..للمقيمين خارج مصر
Friday, November 28, 2008
الرأسمالية ....والازمات الدائمة
تحرير الاقتصاد و واعتماد نظام السوق و تخفيض النفقات الاجتماعية مثل دعم التعليم والانفاق على الصحة والبنية التحتية والمرافق الخ . مع التأكيد على رفض اى تدخل من جانب الحكومات فى الاقتصاد او اى رقابة اجتماعية على السوق . فى كل البلاد التى نفذت وصايا البنك الدولى برعاية الدول الراسمالية الكبرى كانت النتيجة مروعة ...تراجعت معدلات النمو والتنمية وازدادت معدلات الفقر والبطالة والوفيات والجرائم ايضا! يؤدى هذا النظام الاقتصادى الى مصرع اكثر من 60 مليون انسان سنويا بسبب الجوع وسوء التغذية...ويكبد جنوب العالم -اى دول العالم الثالث- يوميا ما يقارب ضحايا هيروشيما...النتيجة الحاسمة انخفض دخل الفرد بنسبة15% فى امريكا اللاتينية و20% فى افريقيا منذ بداية الثمانينات.
تفسير الازمة
رغم كل هذة المصائب لا يعترف الليبراليون بان هناك خلل فى النظام ويكررون ...ارفعوا ايديكم عن السوق وهو سوف يضبط نفسة تلقائيا بعد كل ازمة ...ولكنهم لا يفسرون لنا لماذا تحدث الازمات ...يرجع هذا بالاساس لان حرية المنافسة الاقتصادية تعنى غياب التنظيم الاقتصادى وعشوائية الانتاج ، ففى كل فترة رخاء تمر بالراسمالية يبدوا وكأن هناك قطاع
اقتصادى مربح للغاية وعلى الفور يباشر العديد من رجال الاعمال فى الاستثمار فية حتى يصلوا الى مرحلة يتعدى فيها العرض عن الطلب ...اى ان كم السلع التى تم انتاجها اكثر مما يحتاج الناس ، ولكن لماذا لا يتم الانتاج على قدر الحاجة ؟ الاجابة ان الهدف من الانتاج فى ظل الراسمالية هو "الربح" ليس ما يحتاجة الناس او يقدرون على شرائة ..ولكن فقط" الربح " . وبعد ففائض الانتاج او الاستحواذ يجعل من الصعوبة على المستثمرين تغطية نفقاتهم ولهذا يكون لديهم اكثر من حل .اما زيادة ساعات العمل بدون اجر اضافى او تقليل الاجور او تسريح بعض العمالة لمواجهة ازمة انخفاض الارباح وطبعا تخفيض الانتاج .ولكن ما يكون فى صالح الراسمالى ..يكون ضد مصالح الطبقة الراسمالية ككل . فالعمال والموظفين هم من يشتروا اغلب السلع الرئيسية ومع تراجع اجورهم وارتفاع الاسعار ستنخفض مقدرتهم الشرائية ..اى ان هناك سلع اخرى لن تباع ...مما يعمق ازمة النظام اكثر.
والحل ؟
يجيب "خبراء " الاقتصاد الحر ...اننا يجب ان نعترف بالازمة كشرط ما سىء فى المعادلة ! واخرون يقولون بنظرية التدمير البناء!الذى يحدث بشكل دورى ولكنة يحافظ على النظام ! ربما كان هذا اكثر الاراء عقلانية ...فالبعض الاخر لانة لا يسلم اصلا بان الخلل فى النظام الاقتصادى يعلن عن اكثر الاستنتاجات سخافة ...مثلا ارجع جيفون احد مؤسسى علم الاقتصاد الحدى ،حدوث الازمات الى البقع الشمسية التى ادعى انها تؤثر على المناخ !وادت ازمة 1973-1975 الى ادعاء ان البترول هو السبب لانة ينفذ من العالم ، وعقب ازمة اوائل التسعينات اعلن وليام هوستين والذى حسب رأى جريدة الفايننشال تايمز..واحد من اكثر محللى الدورة الاقتصادية احتراما فى العالم ..ان الدورات الكونية -مثلا موقع كوكبى عطارد والمشترى بالنسبة للارض- يمكن ان يسبب مباشرة فى كوارث اقتصادية ! ويجيب البعض ..لماذا لا نتقبل حدوث الازمة باعتبارها امر طبيعى ..ويتناسون ان النظام الاقتصادى ليس من الامور الطبيعية بل هو من صنع البشر بشكل اساسى....باختصار اما نقبل بالامر او نتبارى جميعا فى اختلاق اغرب الاسباب للازمات الاقتصادية.
ضحايا الازمات
فى خضم هذة الظروف الكارثية تتحمل الشعوب ثمن تأييدهم لخطط رجال الاعمال والمستثمرين.....كما ان الطبقات الحاكمة تهوى تقديم كبش فداء لامتصاص الغضب الاجتماعى ...مثلا المانيا فى الثلاثينيات شهدت اكبر تضخم اقتصادى فى العالم وكانت تعانى من ازمة طاحنة ورغم ان الحزب النازى كان حزب متوسط الشهرة حتى حدوث الازمة الا ان الظروف القاسية جعلت الشعب الالمانى يؤمن بخطابة العنصرى والذى يؤكد على ان سبب الازمة هم اليهود المسيطريين على الاقتصاد الوطنى ...ايضا فى منتصف عام 2007 تراجع اداء الاقتصاد السورى وبشكل فج للغاية اتهم المسؤليين مليون لاجىء عراقى فى سوريا بانهم السبب ..ولكن البنك الدولى اصدر تقرير يقول بان النازحين العراقيين ياتون لسوريا ومعهم مدخراتهم التى تنعش السوق..وان سبب الفشل الاقتصادى هو الحكومة السورية !! ما اريد ان اقولة بان النظام خلال الازمات مستعد ان يدعم اى افكار عنصرية توجة غضب الجماهيير بعيدا عنة لينجوا بنفسة . حتى فى مصر التى تشهد اصعب الظروف الاجتماعية...يمكننا ان نسمع فى المجتمع حديث يدور على استحياء بان المسيحيين يسيطرون على معظم ثروات البلاد وان الكنائس مليئة بالذهب !!
هل تكرار الازمات يعنى انهيار الراسمالية ؟
حتى اولئك الذين ينتقدون الراسمالية يخلطون بين الازمات المتكررة وبين انهيار النظام ...ففى ظل اعتى الازمات يبقى راسماليين يحتملون الخسارة حتى تمر الازمة بل ويربحون من استغلال الناس...مثلا انتعاش سوق الرهن وتاسيس شركات التصفية ...وتقديم خدمات الامن الخاصة للاغنياء لحمايتهم من الفقراء...وطبعا امكانية استيلاء الراسماليين الكبار على اكبر قدر من المصانع والشركات دفعة واحدة بابخس الاسعار. وكما نرى فان النظام قادر على الاستمرار فى ظل اسؤ الازمات ..مكرسا البؤس والشقاء والفقر للجماهير ....وطالما لم يوحد الناس صفوفهم ويسقطوا هذا النظام فلن يتيغر شىء ...والان بعد عقود طويلة من حصاد الاقتصاد الحر .. هل نحن مستعدين لاعطاء النظام او "خبرائة" فرصة اخرى للاستمرار ..او تحديد مصيرنا ؟
Thursday, November 27, 2008
سقوط 6 قتلى من المواطنين الغلابة على يد المماليك الجدد فى اسبوع
. ولتحكم بنفسك
هل ضباط الشرطة وامن الدولة والامن المركزى يحمون الشعب المصرى.. ام يحمون النظام المصرى ورجال اعمالة ولجنة سياساتة
والاوقح من ذلك ان هذا الجبروت والتسلط والصلف الذى يعانى منة المواطنين لا نرى 1/10 منة عندما يقتل ابنائنا على الحدود الاسرائيلية. ...اوكما يقولون
اسد على ....وفى الحروب نعامة
Wednesday, November 19, 2008
مسيرة حقى ...بعدسة عرباوى
الطلبة زى العمال ..بيعانوا من الاستغلال
حركة قوية ...لاجل قضية ...مجانية مجانية
يا بتوع الكدبة النووية.....هى فين المجانية
! الحملة الرئيسية لطلاب الاخوان هذا العام ...رسم قلب!
باشوات الداخلية كانوا تاعبين نفسهم معانا ...وسايبين 3 اسرائيلين بيعملوا ابحاث فى الجامعة النهاردة
دول طلبة الاتحاد اللى كانوا عايزين يبوظوا المسيرة بتاعتنا ...وكانوا بيقولوا ..اهلى اهلى !
ضابط امن دولة ....نضارة ماركة..وموبايل محترم ....وبدلة شيك.والحوافز شغالة الله ينور
لمزيد من الابداع يرجى زيارة
-----------------------
ولا تنسى تحميل :
والاطلاع على :
مسيرة حقى فى جامعة القاهرة ..وتأسيس حملة متدفعش
المؤتمر الطلابى امام البوابة الرئيسية وبجوار مكتب حرس الجامعة
البدايــــــــــــــــــــــــــة
Tuesday, November 18, 2008
فيلم ثورة اكتوبر
Sunday, November 16, 2008
كمال خليل ..مؤذن الثورة
كتب : مصطفى بسيونى
في مقهى شعبي متواضع في أحد شوارع وسط العاصمة، القاهرة، يستوقفك على الفور ذلك الوجه الطيب الودود الذي حمله كمال خليل على مدى 59 عاماً. لم تتغير الابتسامة التي علته طوال تلك الفترة حتى أصبحت من أبرز علاماته الفارقة.
يمكن تعريف كمال خليل بأنّه أحد قيادات تيار الاشتراكيّين الثوريّين ومؤسسيه في مصر. إنّه في حد ذاته تعريف يحمل أحد ملامح شخصيّة الرجل الذي بدأ في ستينيات القرن الماضي حياته السياسية بالانضمام إلى منظمة الشباب «الناصرية»، مثل أغلب أبناء جيله، ثم تحوّل إلى الحركة الشيوعية وبرز كقائد طلابي في جامعة القاهرة مطلع السبعينيات... وظلّ في صفوف الحركة الشيوعية المصرية كأحد أبرز مناضليها.
عندما انهارت الفصائل الشيوعية وتراجعت مطلع التسعينيات على خلفية انهيار الاتحاد السوفياتي، شهدت الحركة تحوّل معظم عناصرها في اتجاهات شتى، من مغادرة العمل السياسي بالكامل، أو التحول إلى اتجاهات أخرى منها منظمات المجتمع المدني أو الليبرالية... أما «الرفيق كمال»، فانضم إلى عملية بناء صعبة مع مجموعة من الشباب لتيار الاشتراكيّين الثوريّين خلال التسعينيات الراكدة. كان حينها الأكبر سناً، والأكثر حماسةً وتواضعاً بينهم. «بالإمكان دائماً البدء من جديد» يقول كمال خليل، وهو أفضل تعبير
ربما هذا ما تعلّمه من نشأته القاسية التي خلت من الترفيه. إذ ولد كمال خليل في حي «داير الناحية» أحد أفقر الأحياء القاهرية، وذلك بعد وفاة والده بشهرين. انضمّ إلى أسرة متواضعة تتكوّن من تسعة إخوة وأخوات. وكانت ككل الأسر التي لا تحلم سوى بتعليم أبنائها وإلحاقهم بالجامعة، كي يحصلوا على فرصة أفضل في الحياة. وفي كلية الهندسة في جامعة القاهرة، شق كمال خليل حياته المهنية والسياسية معاً وتميّز في كليهما.
وإذا كان السجن هو المزار التقليدي للمناضلين ومعارضي النظام في مصر، فقد كان لسجن كمال خليل مغزى خاص جداً. في مطلع السبعينيات، ألقي كمال خليل في السجن كقائد في الحركة الطلابية المطالبة بتحرير سيناء، في مواجهة تسويف نظام السادات للحرب. ثم توالت زياراته للسجن لاحقاً كقائد طلابي، ثم كمناهض للتطبيع، عندما كان يسجن كل عام في الثمانينيات بسبب التظاهر ضد مشاركة إسرائيل في «معرض القاهرة للكتاب» وفي المعرض الصناعي. ثم سجن مع عمال الحديد والصلب بسبب تضامنه معهم، وجمع تبرعات لأسر العمال المعتقلين إثر اعتصام شهير في آب (أغسطس) 1989... وتعرض يومذاك لتعذيب وحشيّ كاد يقضي عليه.
لكن، لا يبدو أن التعذيب الوحشي كان مجدياً معه. في عام 1997، سُجن مع الفلاحين بسبب مقاومة تطبيق قانون الإيجارات الزراعية الذي جرّد الفلاحين المستأجرين من الأرض، بعد مشاركته في حملة دعم وتضامن للفلاحين. وفي عام 2003، سُجن بسبب معارضة غزو العراق، وفي 2006 سجن بسبب التضامن مع القضاة، في معركة استقلال القضاء خلال اعتصامه التضامني أمام نادي القضاة. يومها، ظل واقفاً أمام قوات الأمن التي هاجمت الاعتصام، ورفض الفرار من أمامها مفضلاً القبض عليه على التخلي عن تضامنه مع القضاة.
مع الطلاب ومناهضي التطبيع، ومع العمال والفلاحين ومناهضي الحرب، ومع القضاة، وفي كل معركة طبقية أو وطنية أو ديموقراطية... كان كمال خليل دائماً في صفوف المناضلين، مسدداً ضريبة النضال كاملة. «النضال لا يتجزأ مثل الاضطهاد تماماً. فمصدر الاضطهاد واحد، سواء كان موجّهاً لعمال أو فلاحين أو أي طبقة من طبقات المجتمع الفقيرة. وصفوف النضال أيضاً يجب أن تتوحد». هذا ما يراه دائماً ويعبر عنه بمواقف مباشرة. فعندما كانت أصوات اليسار المصري صامتة في الغالب، كي لا نقول مباركة لسجن الإسلاميين وتعذيبهم ومحاكمتهم أمام القضاء العسكري، كان صوته يعلو رافضاً هذه الإساءة السافرة لحقوق الإنسان وحريّة التعبير، الأمر الذي جلب له كثيراً من النقد في صفوف اليسار: «التعذيب هو التعذيب. نرفضه سواء مورس ضد الإسلاميين أو اليساريين، وأي مواطن أو إنسان. المحاكم العسكرية التي يمثل أمامها الإسلاميون اليوم، سيمثل أمامها الجميع غداً. نحن نختلف كلياً مع الإسلاميّين ومشروعهم السياسي، لكننا نرفض تعذيبهم، أو منعهم من التعبير عن أفكارهم، لأننا نرفض التعذيب أصلاً والصمت إزاء التعذيب انتهازية». مواقف من هذا القبيل جعلت كمال خليل من الشخصيات السياسية القليلة جداً في مصر التي تحظى بإجماع كل القوى والتيارات السياسية على مكانته الخاصة التي لا تغيرها الخلافات السياسية أو المذهبية.
البساطة الاستثنائية التي تمتع بها دائماً لا تظهر فقط في تعامله اليومي مع كل المحيطين به، وتشعر بها بالذات الأجيال الشابة من المناضلين من الاتجاهات السياسية كلها، والذين يلتفّون حوله حيثما وجدوه حتى يصبح من العسير أن تصادفه وحده في أي مكان. لكنها تظهر أيضاً بوضوح عندما يقود الهتاف في التظاهرات بصوته المميز وبهتافاته التي يشرح بها دائماً وبطريقة شعبية مميزة قضايا المتظاهرين، وهمومهم: «أصل الحكاية ــــ مصنعنا يابا ــــ راحم باعوه ــــ لرأسمالي ــــ مصري وخواجة ــــ جه الخواجة ــــ قالك خبيبي ــــ نص العمالة ــــ تطلع بطالة ــــ وقفنا وقفة ــــ أضربنا جوه ــــ لاجل اللي بره ــــ والحل اهوه ــــ صناديق تضامن ــــ التضامن نور حارتنا ــــ والإضراب نبوت في إيدنا ــــ والنقابة المستقلة ــــ بكره نبنيها بإيدينا». بهذه الطريقة وبالعامية المصرية، يردّد كمال خليل هتافاته، كما لو كانت آذاناً للمناضلين، ويرد خلفه المتظاهرون. تحول بذلك كمال خليل إلى رمز أساسي في التظاهرات المصرية، يبحث الجميع عن صوته وتشتعل الحماسة بمجرد ظهوره.
سنوات نشاطه السياسي التي تجاوزت الأربعين، قضاها مناضلاً يسارياً منحازاً إلى الفقراء، صقلته خبرة وحكمة لم تنزع من داخله حماسة الشباب. ففي الموقف نفسه، تبدو عليه دهشة الأطفال، وحماسة الشباب، وحكمة الشيوخ. عندما يعرف بإضراب عمالي كبير، يتحدث بفرحة تشبه فرحة الطفل بالعيد، ويهم لتحريك حملة تضامن بحماسة شاب في أوّل عهده بالأفكار الكبيرة، ويقرأ الوضع ويحلله بحكمة مَن علّمته السنون... ولا يفوته أبداً صياغة بعض الهتافات المناسبة للقضية ببراعة وموهبة أديب، ليطلقها في اليوم التالي بأعلى صوته، فتتبعه الجموع...
المصدر: التجمع اليسارى من اجل تغيير...لبنان
1972-ألقي القبض عليه لنضاله ضد تأجيل الحرب، وبدأت علاقة طويلة بينه وبين السجن، مستمرّة إلى اليوم، بفعل نضاله إلى جانب العمّال والفلاحين والقضاة، وضد التطبيع وتوريث الحكم...1976تخرج من كلية الهندسة
2000أسّس «مركز الدراسات الاشتراكية»
2008تنظيم حملة رفع الحد الأدنى للأجور،حملة التضامن مع معتقلي السادس من أبريل
Friday, November 14, 2008
عشرة ايام هزت العالم
عشرة أيام هزّت العالم»، ذلك هو العنوان الذي أعطاه جون ريد لكتابه الرائع. يسترجع هذا الكتاب بكثافة وحدَّة مدهشتين الأيام الأولى من ثورة أكتوبر. إننا لا نلقى هنا مجرد تعداد للأحداث، أو مجموعة من الوثائق، وإنما سلسلة من المشاهد المعاشة، صادقة إلى درجة أنها لا بد وأن تسترجع في ذهن كل الذين عايشوا الثورة المشاهد التي حضروها. إن كل هذه اللوحات، المرسومة بدقة، تعبر عن مشاعر الجماهير. وتسمح بالتالي بفهم المعنى الحقيقي لمختلف أطوار الثورة العظيمة.
قد يبدو غريبا، لأول وهلة، أن يكون مؤلف هذا الكتاب أجنبيا، أمريكيا يجهل لغة البلد وتقاليده. يبدو وكأن لا بد له من أن يرتكب أجسم الأخطاء، عند كل خطوة، وأن يتغافل عن عوامل أساسية.
إن الكتّاب الأجانب لا يكتبون عن روسيا السوفييتية كما يكتب جون ريد، فإما أنهم لا يفهمون معنى الأحداث، وإما أن يلجأوا إلى التعميم انطلاقا من وقائع معزولة لا تكون هي الوقائع الأساسية المميزة. وصحيح أن القليل منهم فقط قد شاهد الثورة شخصيا.
لم يكن جون ريد مراقبا لا مباليا. إن كونه ثوريا وشيوعيا قد مكّنه من فهم معنى الأحداث، معنى النضال الكبير. من هنا هذه النظرة العميقة والتي لولاها ما كان هذا الكتاب.
إن الروس لا يتكلمون، هم أيضا، عن ثورة أكتوبر مثلما يتكلم جون ريد عنها: فإما أن يطلقوا حكما، وإما أن يكتفوا بوصف الفترات التي شاهدوها. أما كتاب ريد فإنه يرسم لوحة شاملة لثورة الجماهير الشعبية كما حدثت فعلا. لذا فهو يكتسب أهمية بالغة بالنسبة للشباب، للأجيال الطالعة التي ستصبح ثورة أكتوبر بالنسبة لها جزءا من التاريخ. إن كتاب ريد ملحمة بطريقته الخاصة.
يرتبط جون ريد بوشائج لا تنفصم بالثورة الروسية. كانت روسيا السوفييتية عزيزة عليه، قريبة إلى قلبه، وفيها أصيب بالتيفوييد، وها هو يرقد الآن عند عتبة «الجدار الأحمر» في الكرملين. فالذي وصف جنازة ضحايا الثورة، كما وصفها جون ريد، يستحق مثل هذا الشرف.
Wednesday, November 12, 2008
nagui ناجـــى
يا امل دق البيبان
يا جديد اظهر وبان
اكتب الحرية واقرا
وانصرى ولادك يا طاهرة
اللى طالع فى المظاهرة
واللى داخل الامتحان
يا كريمة لا تسامحى
قومى ولادك وصحى
ياما ناس لازم تضحى
لاجل ساعة من الامان
اهداء لطلاب حركة مقاومة ......
Monday, November 10, 2008
طلاب كل القوى السياسية يتضامنون مع طلاب مقاومة ضد عنف الشرطة
Friday, November 7, 2008
المولوتوف فى يد الجميع
صورة للمخبر ...رجب هلال حميدة وسط رجالة واتباعة الذين نفذوا الهجوم اثناء تواجدهم تحت مقر الحزب.
فى المنتصف موسى مصطفى موسى ....قائد الهجوم !
سبب الهجوم هو الحقد والغيرة والعجز ..فرغم اختلاق قصة الانشقاق (مع ان موسى ورجب حميدة وانصارهم قد طردوا من الحزب بقرار رسمى) وتم تصوير القضية على انها خلاف على زعامة الحزب واستقلال المطرودين بمكتب رجب هلال حميدة فى وسط البلد ....لم يقتنع شخص واحد بان هؤلاء المخبرين التابعين لامن الدولة هم ممثلى حزب الغد ..وقاطعتهم كل الاحزاب الشريفة وتعاملت فقط مع اعضاء الحزب الفعليين بمقر د.ايمن نور وطوال اكثر من عام لم يلتفت احد من الناس ورجال الفكر والسياسة لنباح المطرودين ..وهذا ما جعلهم يقررون احتلال مقر الحزب وعندما تم منعهم ..احرقوا الحزب بقنابل المولوتف! تحت سمع وبصر ومباركة الامن
مهاجمة الحزب بالحجارة والمولوتوف...فى عز الضهر
النظام بكل بساطة يعطينا تحذير بان الحرق والاعتقال والسجن هو مصير المعارضة الشريفة والجدية ...وعلينا ان نكون مخبرين لامن الدولة كرجب حميدة حتى ننجو بانفسنا ..او نشكل احزاب ورقية لا تضر ولاتنفع ..كأصنام قريش ! حتى ترضى عنا حكومة الحزب الوطنى ويمتدحنا الاستاذ صفوت الشريف فى وسائل الاعلام .......كما تفعل احزاب مثل التجمع الذى تم تهذيبة ونزع اظافرة على يد سيادة اللواء رفعت السعيد او مثل حزب الوفد بقيادة المعارض الحكومى محمود اباظة !
يجب ان تفخر قيادات الحزب الوطنى بانجازاتها ..ففى عهدهم السعيد ..لم تعد قضية توفير فرص العمل او الخبز للمواطنين شىء هام ..بالمقارنة بالقضية الاهم ..وهى ..توفير زجاجة مولتوف لكل معارض !
Wednesday, November 5, 2008
اخر اخبار ..طلاب حركة مقاومة فى حلوان
تعرض طلاب حركة مقاومة فى جامعة حلوان لمضايقات امنية طوال هذا الاسبوع بشكل غير مسبوق فى الجامعة حتى وصل الامر الى الاعتداء بالضرب على الطالبين مصطفى شوقى ..وناجى ..وعدد اخر من شباب الحركة ..ويأتى هذا التصعيد الامنى عقب يوم حافل من النشاط الطلابى تكلم فية الشباب عن كوارث الحزب الوطنى خلال 30 عاما من الفساد والتخريب والافقار والتجويع للناس ...ويبدوا ان امن الجامعة المنتدبين من امن الدولة فى جامعة احلوان ...لم يتحملوا ان ينتقد بعض الشباب ...الزعيم وقائد مسيرة التنمية ..تنمية اية !! اهى بتتكتب كدة فى الاهرام والجمهورية ..والمعلم والسياسى المحنك الذى لا يخطىء ابدا !! مع ان الانبياء كانوا احيانا بيخطؤا وربنا بيتوب عليهم ويدلهم على الطريق الصحيح....لكن سيادة الزعيم ابدا!! لم ولن يخطىء وما كان ليخطىء فى ااى قرار من قراراتة اللى نازلة علينا زى القضا المستعجل...وسبحان من ياتى الحكمة لمن يشاء يا جماعة . ..وكفاية كدة واسيبكم مع الفيديوهات
*دة فيديوا لمضايقة الامن
* ودة فيديوا لنشاط الطلاب تانى يوم ..4نوفمبر
غنايم حركة مقاومة !
بعد الاعتداء بالضرب على الطلاب الامن قطع يافطتين من يفط مقاومة اللى بتتكلم فيها عن حقوق الطلاب ومجانية التعليم ..اللى كانوا متعلقين عند مدرج 10...وطبعا الشباب ماكدبوش خبر....راحوا على يفطين قماش كبيرة من يفط اتحاد الطلبة المعين التابع للامن....وقطع قطع يعم الحج .....ودى صورة للغنايم بتاعة مقاومة من العيال الامنجية .
Monday, November 3, 2008
تغطية ندوة ..مستقبل الحركة الطلابية فى مصر
مصطفى شوقى ....الحركات الطلابية الواسعة هى الخطوة الاكثرجدية لكل التيارات السياسية
اكد مصطفى شوقى ، احد الطلاب الاشتراكين بحركة مقاومة - جامعة حلوان .- ان الحركات الطلابية الواسعة هى التحدى الاهم لكل التيارات السياسية ..فالتجربة اثبتت ان انعزال القوى السياسية على نفسها والميول العصبوية وعدم الاتحاد من اجل تحقيق المطالب المشتركة كانت من اكبر عوامل ضعف الحركة الطلابية فى مصر طوال الفترة الماضية . وانة يجب ان يكون الهدف من بناء حركات مثل حقى فى جامعة القاهرة وحقى فى عين شمس ومقاومة فى حلوان هو التاثير بكل قوتنا على الطلاب المستقليين داخل الجامعة وجذبهم الينا عن طريق تبنى اكثر القضايا المطلبية المهمة للطلاب العاديين مثل حملة المصاريف ومجانية التعليم وغيرها من القضايا التى اثبتت انها تجذب انتباة الطلاب لما يدور داخل الجماعات .على ان تكون تلك القضايا هى المدخل والبداية لمطالب اخرى وقضايا اكبر نعمل عليها فيما بعد مع الطلاب. وعلينا ان لا ننتظر اى وعود او مبادرات من ادارة الجامعة ..فالتجربة علمتنا ان المطالب التى تأتى بمنحة تذهب عن طريق التأديب ...بينما المطالب والحقوق التى تنتزع لا يستطيع احد المساس بها .
صباح الفل على الورد ..اللى فتح فى جناين مصر
----------------------------
مواقع متعلقة بالموضوع :
اخوان جامعة القاهرة
حركة حقى فى جامعة القاهرة
حركة مقاومة فى جامعة حلوان
الطلاب الاشتراكيون
Sunday, November 2, 2008
موت طالبة جراء الخوف من عقاب المدرس !
Thursday, October 30, 2008
تغطية معرض حركة حقى
Tuesday, October 28, 2008
بعد اعلان عمال المحلة الاحتجاج يوم الخميس ...الادارة تهدد!
إدارة «غزل المحلة» تحذر عاملات مصانع الملابس من المشاركة في الوقفة الاحتجاجية الخميس القادم
المفوض العام للشركة يحمل العمال مسئولية الخسائر
كتب: عمر سعيد
استدعت إدارة شركة مصر للغزل والنسيج، عشرات العاملات بمصانع الملابس، إلي المكاتب الإدارية، وهددوهن بالتعرض لعقوبات إدارية في حالة استجابتهن للدعوي التي وجهها عدد من القيادات العمالية بالشركة لتنظيم وقفة احتجاجية الخميس القادم.ودعا عدد من القادة العاملين في غزل المحلة إلي التظاهر والاحتجاج للمطالبة بمحاسبة مجلس الإدارة «الذي تسبب في خسائر تقدر بـ 144 مليون جنيه خلال العام الأخير».وعقد فؤاد حسان، المفوض العام لمجلس الإدارة، مؤتمراً في مطعم الشركة، لمحاولة تهدئة العمال، وحمل سلطان العمال مسئولية الخسائر التي تعرضت لها الشركة، وقال إن إضراب العمال الأخير كبد الشركة خسائر بلغت 34 مليون جنيه وألقي باللوم علي الأزمة المالية والعالمية مستشهداً بالخسائر التي تعرضت لها الشركات الأمريكية في الآونة الأخيرة.وشهد المؤتمر مشادات بين العمال البالغ عددهم 300 عامل، وقال مصدر من القيادات العمالية في الشركة، إن الإدارة تنفذ تعليمات أمنية، لترهيب عاملات الشركة، ومنعهن من المشاركة لانهن «الوقود الأساسي لكل الحركات الاحتجاجية داخل الشركة».ويطالب عمال غزل المحلة بوضع حد أدني لاجور عمال النسيج بمعدل 1200 جنيه شهرياً إضافة إلي صرف بدل طبيعة عمل بنسبة 35% من الأجر الأساسي وتسوية المؤهلات العليا قبل وأثناء الخدمة، وتحديد موعد ثبات لانعقاد لجنتي الإسكان والترقيات
Tuesday, October 21, 2008
تغطية معرض حركة مقاومة ...عن حملة المصاريف
Monday, October 13, 2008
Thursday, October 9, 2008
اعتصام مئات العاملين المحالين للمعاش المبكر بشركة اسمنت طرة
وقال أشرف محمد أحد العمال المتظاهرين:" إننا نطالب بصرف مستحقاتنا المتأخرة لدي الشركة والتي تتعدي الملايين وتتمثل في 105 ملايين جنيه أرباحا مرحلة إلي جانب الحوافز المرحلة وأرباح المؤسسة العلاجية التي تم إيقاف نشاطها في عام 1993 ومع ذلك ظلت الشركة تحصل اشتراكاتها من العاملين ، وذلك وفقا لما جاء بجريدة " البديل " المصرية.
وأضاف أحمد إبراهيم محمد :" خدمت في الشركة أكثر من 43 سنة وخرجت منها بشوية ملاليم ضاعوا علي جواز بناتي وماباقش فاضل غير حقوقي اللي الشركة عايزة تستولي عليها " .
وتابع أحمد إبراهيم " الشركة بتعتبر اللي خرجوا علي المعاش ماتوا وبتسقطهم من حساباتها " .
وقال طه محمود أحد العمال :" نريد مستحقاتنا المستقطعة من الأرباح المرحلة للشركة منذ عام 94 إلي 2005 والتي تقدر بـ 195 مليون جنيه، نسبة العاملين منها10% طبقاً للقانون الذي ينص علي صرف نسبة 10% من الأرباح للعاملين، لكننا لم نحصل إلا علي 3% وتبقي لنا 7% قامت الشركة بالاستيلاء عليها الأمر الذي دفعنا لرفع دعاوي قضائية ضد الشركة لاسترجاع حقوقنا منها " .
Thursday, October 2, 2008
رسالة فنزويلا الاشتراكية -العدد الاول
Wednesday, October 1, 2008
Tuesday, September 23, 2008
فضح الراسمالية ..وازمة الاقتصاد العالمى
صوت التيار الاشتراكى الثورى فى مصر
الاصدار أوراق اشتراكيةالعدد 19تاريخ النشر 1 أبريل 2008
"المسألة لم تعد مقتصرة على قلق المستثمرين من عدم كفاية السيولة المالية لدى بعض البنوك. القلق الآن أصبح متعلقا بخطر الكساد الأمريكي أو حتى العالمي." هكذا لخصت الفاينانشيال تايمز مخاوف الرأسماليين في 18 يناير الماضي. فالمعلقين الاقتصاديين المنتمين للتيار الفكري السائد متفقون الآن على شيء واحد: أن الأزمة التي بدأت في قطاع واحد من النظام المالي في الصيف الماضي، قد تكون على أبواب التحول إلى فوضى في جزء كبير من النظام الرأسمالي الذي يدعمونه.وهكذا، فإن وزير الخزانة الأمريكي السابق لورانس سامرز يؤكد أن الولايات المتحدة ربما تكون بالفعل قد بدأت الدخول في ركود. أما آلان جرينسبان، المحافظ السابق للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فهو يرى أن احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة يصل إلى 50%. وأخيرا، فإن أحد تقارير الأمم المتحدة يحذر من "خطر واضح وحالي" أن يكون الاقتصاد العالمي متجها ناحية مرحلة ركود خلال العام الحالي.وعلى الجانب الآخر، فإن خليفة جرينسبان في الاحتياطي الفيدرالي، بن برنانكه، يحاول أن يرسم صورة أكثر بريقا بعض الشيء. فهو يتوقع نموا أبطأ هذا العام، ولكن بلا ركود. المفترض أن برنانكه خبير في الأزمات الاقتصادية. حيث أنه كتب رسائل أكاديمية حول دور النقود في الكساد الكبير في الثلاثينات. ولكنه، برغم ذلك، فشل تماما في الصيف الماضي في أن يتوقع أن الأزمة كانت على وشك أن تضرب النظام المالي. إذن فلا ينبغي أن تحوز توقعاته على ثقة كبيرة من جانبنا، وكذلك لا ينبغي أن نثق في توقعات غيره من الاقتصاديين المؤيدين للرأسمالية من التيار السائد. فإيمانهم الأعمى بالرأسمالية كماكينة لضخ الأموال للباحثين عن الربح، معناه أنهم يعتقدون دائما أن الأمور تسير على أحسن حال، إلى حين يأتي الوقت الذي يكتشفون فيه، فجأة، أنهم مخطئون! وعلى كل الأحوال، فإن برنانكه كان قلقا بما فيه الكفاية للحد الذي دفعه إلى تخفيض معدل الفائدة. وكذلك فإن جورج بوش يضغط على الكونجرس للموافقة على برنامج طوارئ لتخفيض الضرائب. يبدو أن لديهم أملا خافتا أن مثل تلك الإجراءات يمكنها أن تمنع تحول التباطؤ الاقتصادي إلى كساد.ولكن بغض النظر عن هذا كله، فإن شيئا واحدا أصبح واضحا بجلاء: التفاؤل المتطرف بشأن حالة الاقتصاد العالمي الذي وسم معظم تعليقات الاقتصاديين التقليديين منذ عام واحد فقط، انكشف أنه خطأ تماما. أحد الأمثلة النموذجية على هذا التفاؤل غير المبرر كان تقرير لصندوق النقد الدولي، رأى أن "الاقتصاد العالمي يظل مهيئا بشكل جيد لمواصلة النمو الكبير في 2007 و2008".وفي الجانب البريطاني، فإن جوردون براون رئيس الوزراء، وأليستير دارلنج وزير الخزانة، وميرفين كينج محافظ بنك إنجلترا، كانوا جميعا مسحورين بأعاجيب السوق الحر إلى الحد الذي جعلهم يقللون من أهمية خطورة التطورات التي تلت انفجار الأزمة في منتصف أغسطس الماضي. فكينج رفض مطالب أصدقائه في دوائر الأموال والبورصة في لندن بتخفيض معدلات الفائدة. كذلك اعتقد براون ودارلنج أن المطلوب منهم هو فقط تقديم الوعود اللفظية بالدعم لشركة "نورثرن روك" لتُحل مشاكلها أوتوماتيكيا. وفيما يبدو، فإنهما لم يتصورا أبدا أن الأمر، في نهايته، يتعلق بعشرات البلايين من الجنيهات من أموال دافعي الضرائب. وقد بدا كلاهما في مواجهة الأزمة، وكأنهما قباطنة يحاولون الملاحة بسفينة، بدون خريطة أو بوصلة أو عجلة تحكم! لقد وضع هؤلاء إيمانهم في الاقتصاد النيو كلاسيكي الأرثوذكسي الذي يدرّس في المدارس والجامعات، والذي يهدف إلى إثبات تفوق الرأسمالية على أي بديل آخر ممكن. ولكن هذا النوع من "العلم" الاقتصادي لم يكن أبدا قادر على شرح السبب في ميل النظام الرأسمالي إلى الدخول في أزمات.يعتمد النظام الرأسمالي على التفاعل غير المخطط بين آلاف الشركات متعددة الجنسيات ومجموعة من الحكومات الكبرى. إنه يشبه تماما نظاما للمرور يفتقر إلى تحديد حارات السير، أو علامات الطرق، أو إشارات المرور وحدود للسرعة، أو حتى إلى قاعدة واضحة تفرض على الجميع أن يقودوا سياراتهم في الجانب الصحيح من الطريق. نظام بهذه المواصفات بالقطع سوف يجعل من الصعوبة بمكان، بالنسبة لأولئك الذين يدعوُن القدرة على الإشراف عليه، لعب دور لمنع تحول الانهيار البادي في القطاع المالي إلى ظاهرة عامة أكثر خطورة بكثير في الشهور القليلة القادمة. وفي الأغلب فإن أن أي نجاح سيحققونه سيكون مؤقتا يؤجل، في أحسن الأحوال، لحظة الحساب بضع سنوات قليلة.حتى نفهم السبب في هذا، من الضروري أن ننظر إلى المصدر الذي أتت منه الأزمة. الجميع الآن متفقون أن السبب المباشر هو الأزمة الناشبة في نظام الإقراض العقاري للمستهلكين في الولايات المتحدة. فلأن الممولين كانوا حريصين على مراكمة أرباح سهلة، فقد بدأوا في إقراض الأموال إلى أشخاص كان ينظر إليهم في السابق على أنهم عملاء مرفوضين لرداءة موقفهم الائتماني، إما لأنهم فقراء، أو لأن ليست لديهم وظائف آمنة، أو لأنهم لم فشلوا في رد ديون سابقة. فقد كانت أسعار المنازل ترتفع، والافتراض كان أنه إذا لم يستطع هؤلاء العملاء الوفاء بديونهم العقارية، من الممكن الاستحواذ على المنازل وإعادة بيعها بربح كبير. ولكن المفارقة أن هذا النوع من الإقراض الواسع، كان هو نفسه السبب في ارتفاع أسعار المنازل، الذي اعتقد الممولون أنه سيسمح لهم بإعادة بيع المنازل في حالة عدم وفاء المقترضين بديونهم!أضف إلى هذا أن الممولين المقرِضين في سوق العقارات لم يحصلوا على أموال الإقراض من جيوبهم الشخصية. لقد توجهوا إلى آخرين ليقترضوا منهم، وهؤلاء الآخرون كانوا بدورهم يذهبون إلى آخرين للاقتراض، وهكذا. وفي كل مرحلة، كانت فروق صغيرة في سعر الفائدة، في عدد هائل من العمليات المالية، متضمنة كميات هائلة من الأموال، تعني، كما هو ظاهر، أرباحا كبيرة بلا مجهود. كل البنوك تقريبا على جانبي الأطلنطي دخلت في هذه اللعبة، وتم تأسيس إدارات خاصة هدفها هو الاقتراض من أجل الإقراض، ثم تم جمع كل الأنواع المتباينة من القروض مع بعضها البعض فيما تمت تسميته بـ"الأدوات المالية". ولبعض الوقت بدا كل شيء كما لو أنه يسير جيدا. كان كل المشتركين في هذه العملية يهنئون بعضهم البعض على حنكتهم المالية وعبقريتهم التنظيمية. وقبل عام واحد فقط من الآن، كانت شركة "نورثرن روك" هي حديث رجال المال اللندنيين في عشاء براق، حيث تم إغراقها بالثناء بسبب مهاراتها في الابتكار المالي. كل هذا كان يحدث بموافقة حارة من سياسيين كجوردون براون. أول إشارة أن الأمور ليست على ما يرام كانت منذ 18 شهرا. فقد تباطأ النمو الاقتصادي الأمريكي، مسببا زيادة حادة في عدد المدينين العقاريين غير القادرين على دفع أسعار الفائدة التي كانت اللعبة كلها تعتمد عليها، وتزايد عدد المنازل التي تم الاستحواذ عليها وسحبها من مشتريها. ولكن، برغم ذلك، كان الهم الأول لأولئك المنخرطين في تجارة "الأدوات المالية" هو الاستمرار في الحصول على أرباح، بغض النظر عن المشاكل التي يعانيها الأمريكيون الفقراء. ثم عندما انخفضت أسعار المنازل، اكتشف المقرضون أنهم غير قادرين على إعادة بيع نسبة كافية من المليون منزل الذين تم الاستحواذ عليهم، ليدفعوا ما كانوا هم أنفسهم قد اقترضوه. أما البنوك، التي كانت قبل ذلك مقبلة بقوة على إقراضهم الأموال، فقد اكتشفت فجأة هي الأخرى أن هؤلاء المقرضون يواجهون خسائر بعشرات البلايين من الدولارات. أما الأمر الذي جعل الموقف أسوأ، فقد كان أن أحدا لم يعلم بالضبط إلى أي مدى كان حجم المشاكل التي يعانيها أي بنك محدد، وذلك لأن "الأدوات المالية" كانت شديدة التعقيد، ولا يمكن بسهولة كشف المشكلة من خلال تحليلها. هنا بدأت المؤسسات المالية بطول وعرض النظام الرأسمالي تخاف من إقراض بعضها البعض، حتى لا تكتشف أنها غير قادرة على استرجاع أموالها. وهكذا نشأت "أزمة الائتمان".الرأسمالية الحديثة تعتمد في نشاطها اليومي على الاقتراض والإقراض. كل مشروع يتوقع أن في مقدوره أن يشتري أشياء معينة بالأجل، مؤجلا الدفع النقدي إلى حين بيعه لما ينتجه من سلع. الأزمة الائتمانية يمكن مقارنتها بالأزمة القلبية. فهي إذا لم تعالج، تؤدي إلى هلاك النظام بأكمله. لهذا السبب فإن الحكومات، التي تقوم فلسفتها بأكملها على عدم فعل أي شيء للتدخل في السوق الحر، اندفعت للتدخل في الأسواق، وضخت بلايين الدولارات في أيادي القطاع الخاص، على أمل أن يستخدم هؤلاء النقد الذي في أيديهم لتنشيط الإقراض والاقتراض مرة أخرى.هناك كثير من المعلقين يرون أن القصة تنتهي هنا. وعادة ما يكون الدرس الوحيد الذي يستنتجونه هو الحاجة إلى التنظيم المالي. وهنا يُختزل مجمل النقاش بصدد ما حدث، إلى مناقشة حول أي درجة من التنظيم يحتاجها القطاع المالي!لكن هناك بعض المعلقين الذين نظروا أبعد قليلا من هذا. فأحد الذين كانوا قلقين بشدة بصدد اتجاه الأحداث كان مارتن وولف الصحفي بالفاينانشيال تايمز (ربما لأنه أساء التقدير كلية عندما بدأت الأزمة الآسيوية في تايلاند منذ عشرة سنوات، واصفا إياها بأنها مجرد مشكلة عابرة): "أنا أخشى الآن من أن المزيج بين هشاشة النظام المالي، والعوائد الهائلة التي يولدها لمن هم بداخله، سوف يقوم بتدمير شيئا حتى أكثر أهمية – أقصد الشرعية السياسية لاقتصاد السوق نفسه"، هكذا كتب وولف مؤخرا.المعلقون من أمثال وولف يشيرون إلى أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة منذ الكساد الأخير، أي منذ سبع سنوات، كان ممولا إلى حد كبير بالديون المتزايدة: الديون على المستهلكين وعلى الحكومة الأمريكية. كثير من السلع المنتجة بواسطة الشركات الأمريكية لا يمكن بيعها بدون هذه الاستدانة. ولذا فإذا جفت هذه الأموال فإن الكساد يصبح حتميا. ولكن ليست الشركات الأمريكية فقط هي التي ستتأثر. فإذا كانت الولايات المتحدة هي أحد محركيّ التوسع الاقتصادي العالمي، فإن الصين هي المحرك الآخر. وبالنسبة للصين، فإن المصدر الرئيسي لنموها هو صادراتها بمئات البلايين من الدولارات سنويا للولايات المتحدة.وحتى يزيد الأمر تعقيدا، فإن كثير من الإقراض الذي مكّن المستهلكين الأمريكيين من الاقتراض لشراء السلع الصينية يأتي من الصين نفسها. فما يحدث عمليا هو أن أرباح الصين من بيع السلع إلى الولايات المتحدة تعبر المحيط الأطلنطي مرة أخرى ليتم استخدامها في الولايات المتحدة لشراء هذه السلع! المستهلك الأمريكي، كما يصوغ وولف المسألة، هو "المشتري الأخير في الاقتصاد العالمي."أحد الدراسات المهمة التي أجريت تحت رعاية صندوق النقد الدولي منذ ثلاثة أعوام توضح كيف يحدث هذا. فحوالي 10% من المدخرات الصينية (وهو المصطلح المستخدم تقليديا للتعبير عن الأرباح) تتبقى بعد القيام بالاستثمارات الجديدة. نسبة كبيرة من هذا الفائض يتم ضخها كإقراض للاقتصاد الأمريكي. أما "المدخرات" الآتية من بلدان شرق آسيوية أخرى، ومن البلدان المنتجة للنفط، فهي تسلك نفس الطريق. حتى الصناعة الأمريكية "تدخر" أكثر مما تستثمر، وهي تقرض الفائض للبنوك التي تقوم بدورها بإقراض المستهلكين.تداعيات هائلةهذه العملية كانت لها تداعيات هائلة. فحتى يعمل اقتصاد رأسمالي ما بشكل سلس، لابد أن يتم شراء الثروة التي يتم إنتاجها في مختلف أنحاء النظام. عمال وفلاحو العالم لا يمكنهم شراء أكثر من جزء من هذه الثروة، وذلك لأن مستويات معيشتهم لها سقف محدود تفرضه الرأسمالية بسعيها للاقتطاع من دخولهم لزيادة أرباحها. هذا معناه أن الباقي لابد أن يتم استهلاكه بواسطة الرأسماليين، إما كاستهلاك شخصي لهم، أو كإنفاق للدولة يرونه ضروريا لهم (كالجيوش والأسلحة، إلخ)، أو كاستثمار يهدف إلى إنتاج أرباح مستقبلية.أما إذا ما انخفضت الأرباح عن مستوى الادخار، فإن فجوة تتكون بين ما تم إنتاجه وما يتم شراؤه، أي يحدث فائض إنتاج. فبعض المؤسسات لا تستطيع بيع كل منتجاتها، وتبدأ في فصل العمال حتى تضبط ميزانياتها. وهذا يؤدي بدوره إلى تخفيض حجم القوة الشرائية، وهو ما يؤدي إلى الكساد.لم يحدث هذا على مدى السنوات الخمسة الماضية لأن إقراض المستهلكين الأمريكيين خلق أسواقا إضافية وامتص الإنتاج الفائض. لكن ما تفعله الأزمة المالية الحالية هو أنها توقف هذه العملية. فبناء المنازل ومبيعات السيارات في الولايات المتحدة فعلا قد تأثرا سلبا بشدة. وحتى لو استعادت البنوك الثقة في إقراض بعضها البعض، فإنها لن تعود سريعا إلى إقراض المستهلكين بدون توفر ضمانات ائتمانية قوية. وهذا هو السبب في أن احتمالات الكساد كبيرة جدا، وفي أن الكساد سيكون له أثر خارج الولايات المتحدة.لكن القصة التي يحكيها مارتن وولف والآخرين ليست، في الحقيقة، كاملة. فهم لا يستطيعون أن يشرحوا لماذا أصبح الاقتصاد العالمي معتمدا على المستهلك الأمريكي. وللإجابة على هذا السؤال لابد من النظر إلى مستوى أعمق مما ينظر إليه من يعتمدون على النظريات الاقتصادية السائدة. هذا المستوى الأعمق يتعلق بالمرض الذي يعاني منه الاقتصاد العالمي منذ السبعينات.ما يدفع الرأسماليين إلى الاستثمار ليس فقط المستوى المطلق للأرباح التي يجنونها، ولكن "معدل الربح" – أي نسبة الأرباح إلى الاستثمار. هذا المعدل ظل ثابتا إلى حد كبير طوال سنوات الأربعينات والخمسينات والستينات. وهذا هو السبب في أن تلك السنوات شهدت استثمارا متزايدا وانتعاشا مستمرا، إلى حد أنه أحيانا ما توصف تلك الفترة بأنها "العصر الذهبي للرأسمالية". ولكن منذ أواخر الستينات وحتى 1982 هبطت معدلات الأرباح، حتى وصلت إلى حوالي نصف متوسط مستواها في العقدين السابقين. وقد كان الكسادين الاقتصاديين العميقين في منتصف السبعينات وأوائل الثمانينات من نتائج هذا الهبوط.عادة ما يلقي الاقتصاديون التقليديون باللوم على ارتفاعات أسعار النفط لتفسير هذين الكسادين. ولكن هذا الارتفاعات كان من الممكن امتصاصها بسهولة بواسطة النظام الرأسمالي، إذا لم تكن معدلات الأرباح قد انخفضت بشدة في هذه المرحلة.المهم، استطاعت معدلات الأرباح أن تستعيد نفسها جزئيا في منتصف الثمانينات ومنتصف التسعينات. أحد الأشياء التي مكنتها من ذلك، كان زيادة عائد الأرباح بالمقارنة بعائد العمل من إجمالي الدخل القومي. كان معنى هذا في كل مكان ضغطا إضافيا على الناس أن يعملوا أكثر، وهجوما على الخدمات التي تقدمها دولة الرفاهة (أي على "الأجر الاجتماعي"). وفي الولايات المتحدة عنى هذا أيضا هبوطا في الأجر الحقيقي على مدى السنوات من مطلع السبعينات وحتى أواخر التسعينات، وزيادة هائلة في عدد ساعات العمل. وفي أوروبا، صحيح أنه لم يحدث مثل هذا الهبوط في الأجور الحقيقية، ولكن بريطانيا شهدت زيادة في عدد ساعات العمل (خاصة إذا ما تم حساب وقت العمل الإضافي غير مدفوع الأجر الذي يُفرض فرضا على كثير من العمال ذوي الياقات البيضاء)، وهناك ضغط الآن على الدول الأوروبية الكبرى لكي تتبع نفس الطريق.وبالموازاة مع ذلك، سمح إفلاس بعض كبار الرأسماليين لرأسماليين آخرين أن يكسبوا على حساب الأولين. فروبرت مردوخ كسب على حساب انهيار إمبراطورية روبرت ماكسويل الإعلامية، وكذلك فإن موجة من الإفلاسات في صناعة الطيران ساعدت الناجين مثل الخطوط الجوية البريطانية، وهكذا.ولكن معدلات الأرباح لم تستعد أكثر من نصف ما خسرته سابقا، وكذلك كانت مراحل الانتعاش تتحول فجأة إلى أوضاع أزموية، مثلما حدث في أزمة الأسواق المالية في أكتوبر 1987 وفي الأزمة الآسيوية في 1997. في كلتا الحالتين كان رد فعل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا هو تخفيض معدلات الفائدة وتشجيع الإقراض. نجحت هذه الإجراءات في إطالة عمر الانتعاش، وهو ما دفع المعلقين الإعلاميين في كلتا المرتين إلى التهليل بأن الرأسمالية دخلت عصرا جديدا من النمو اللانهائي، ولكن الكل كان يكتشف أن ما يحدث هو فقط تأجيل الركود لبعض الأعوام، وليس إلغاؤه إلى الأبد. ركود 2000-2001 بالذات كان مصدر تهديد كبير للاقتصاد الأمريكي. فالشركات الضخمة مثل جنرال موتورز كانت بالفعل تحقق خسائر قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ثم أتت الهجمات فأصابت مجالس إدارات الشركات بالرعب. فاندفعت الحكومة الأمريكية لتخفيض الضرائب على الأغنياء ولزيادة الإنفاق على التسلح، في حين خفّض الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة أكثر حتى يشجع مستويات أعلى من الاقتراض. نجحت هذه الإجراءات في شدّ الاقتصاد خارج دائرة الكساد – بل أن بعض الاقتصاديين التقليديين أدعوا أنه لم يكن هناك كساد من الأصل. لكنه في المقابل وضع الأساس للمشاكل التي يعانها النظام الآن. فلبعض الوقت، كانت الشركات قادرة على تحسين معدلات أرباحها بإجراء تخفيضات هائلة في أعداد عمالتها، وصلت مثلا إلى 2,7 مليون عامل صناعي (واحد من كل ستة) فقدوا أعمالهم في الولايات المتحدة. أما الأجور الحقيقية، التي زادت لأول مرة منذ ربع قرن في نهاية التسعينات، فقد بدأت في الانخفاض مجددا. ولكن حتى بالرغم من ذلك فإن الحسابات التي أجراها الاقتصادي الماركسي روبرت برينر تشير أن نقطة الذروة بالنسبة لمعدلات الأرباح في 2005 كانت فقط تقريبا في نفس مستوى الأرباح عشية كل أزمة سابقة منذ منتصف السبعينات. وفي 2006 أعلنت أكبر شركة في الولايات المتحدة، وول مارت، عن انخفاض أرباحها، بينما أعلنت كل من جنرال موتورز وفورد خسائر قياسية. في هذه اللحظة بالتحديد ضرب التباطؤ الاقتصادي الفقراء، وقلل من قدرتهم على دفع ديونهم العقارية.وفي المقابل كان الارتفاع في معدلات الأرباح غير كاف لرفع الاستثمار إلى معدله الأسبق – حسابات برينر تقول أن معدل نمو الاستثمار كان الأقل مقارنة بكل الانتعاشات الاقتصادية منذ نصف قرن. في حين أن ارتفاع الأرباح قلص من دخل العمال، وبالتالي من قدرتهم على شراء السلع الاستهلاكية التي ينتجها الاقتصاد. هذا هو السبب في مركزية الاقتراض الشخصي، الذي زاد إلى معدل قياسي قدره 9% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. إذ لم يكن هناك طريق آخر يمكن من خلاله بيع كل السلع التي تنتجها الرأسمالية.وهذه ليست فقط مشكلة تخص الولايات المتحدة. فإذا كان بعض الناس يشيرون إلى المعدل الهائل للتوسع في الاقتصاد الصيني، ويلمحون إلى أن هذا يمكنه أن ينقذ النظام عالميا، إلا أن هذا التوسع يعتمد بدرجة كبيرة على بيع السلع للولايات المتحدة. لذلك فإذا ما دخل الاقتصاد الأمريكي في أزمة، فسيواجه الاقتصاد الصيني أزمة هو الآخر.وفي مواجهة الأزمة، كانت استجابة الحكومات الرأسمالية وبنوكها المركزية هي اختراع مناورة يائسة للحفاظ على استمرارية الاقتراض الاستهلاكي. أحد الطرق للقيام بهذا كانت تخفيض معدلات الفائدة إلى درجة إعطاء النقود للبنوك حتى تقرض الأشخاص بدون مقابل. قارن مارتن وولف هذا بإسقاط النقود من طائرات الهليوكوبتر. طريق آخر كان زيادة الاقتراض الحكومي. وهذا ما يطرحه بوش في خطته لتخفيض الضرائب. ولكن الدول ستواجه مشكلة إذا ما قامت ببساطة بطبع البنكنوت لتخفيض معدلات الفائدة أو لتغطية تكلفة تخفيض الضرائب. مثل هذه الطرق يمكنها أحيانا إعطاء دفعة قصيرة الأجل لاقتصاد متراجع. ولكنها بالضرورة علاجات قصيرة الأجل، حيث أنها لا تعالج المشكلة الجوهرية الخاصة بكيفية رفع الأرباح لتحفيز الاستثمار، بدون اللجوء إلى تقليص الأجور بالشكل الذي يؤثر سلبا على سوق السلع الاستهلاكية. فمثلا كانت الدولة اليابانية قد قامت بتخفيض معدلات الفائدة إلى صفر تقريبا طوال سنوات التسعينات، ولكنها ظلت رغم ذلك غير قادرة على دفع الاقتصاد للعودة للنشاط على المستوى السابق.من ناحية أخرى، تخشى الحكومات في الولايات المتحدة وأوروبا أن مثل تلك الإجراءات سوف تزيد الأسعار (بالإضافة إلى الزيادات الكبيرة الحادثة في أسعار النفط والغذاء) بدون أن توقف التباطؤ الاقتصادي، مما قد ينتج مزيجا من الكساد والتضخم كان قد عرف في أواخر السبعينات بـ"الكساد التضخمي". وفي الولايات المتحدة فإن هذه المخاوف تتعمق بسبب الطريقة التي يؤدي بها المزيج بين الأزمة المالية ومعدلات الفائدة المنخفضة، إلى تدهور سريع في القيمة الدولية للدولار. هذا سوف يزيد الأسعار المحلية في الولايات المتحدة، وكذلك سوف يضعف القوة الاقتصادية العالمية للطبقة الحاكمة الأمريكية.ولكن، برغم ذلك، فإن مثل تلك الإجراءات يمكنها أن تؤجل الأزمة، كما نجحت إجراءات شبيهة في ذلك في نهاية الثمانينات والتسعينات، ولكنها لن تكون قادرة أن تفعل أكثر من ذلك.