تعتبر حركات الاسلام السياسى من اهم الاشكاليات التى يختلف حولها اليسار هل هم اعداء ظلامين كما يصفهم البعض ام انها مجرد قوى اصلاحية رجعية لا تختلف عن النظام ، ام هى قوة يمكن التحالف معها حول قضايا مشتركة ؟ ، ولكن دعونا نستعرض مالمقصود بحركات الاسلام السياسى لنكون اكثر تحديدا اولا فلنطرح السلفيين النمطين والصوفين خارج نطاق بحثنا ولنتحدث عن فصيلين الجماعات الاسلامية المسلحة او الحركات الجهادية و الاخوان المسلميين والحقيقة ان الاولى بعد فترة صراع قصيرة مع الدولة تقريبا 77-87 تم ذبحهم بشراسة وبحسم فتم القاء القبض على النشطين والزج بالالاف منهم فى السجون واجبار قياداتهم على التوقيع على مراجعات فكرية داخل السجون والمعتقلات، ومن بقى منهم على فكرة هاجر الى افغانستان او الشيشان اى اماكن النزاع المسلح التى تمثل قضيتهم ومن ثم هاجروا من مصر جماعات للدفاع عنها وسط ترحيب من النظام المصرى وقتها رغبة منة فى التخلص من وجودهم بالاضافة الى مباركة الادارة الامريكية لهذة الخطوة نكاية فى الاتحاد السوفيتى ، وهكذا لم يتبقى منذ منتصف الثمانينات تقريبا الى الان على الساحة سوى الاخوان المسلمين فى مقابل تراجع كافة التيارات اليسارية بل واسلمة بعضهم! والحقيقة انة لم يتبقى من اليسار سوى اشلاء تنظيمات واحزاب تحولت بعد ذلك الى نخب مثقفين لا يشكلون اى فارق فى الحياة السياسية سوى اضافة نكهة يسارية فى ندوات المثقفين بعد تفرع معظمهم لكتابة مذكراتهم واصدار المطبوعات الثقافية والادبية ! حتى وصل اليسار الى حالة التقزم التى يعانى منها الان- نتيجة الى اخطاء كثيرة لا يوجد مجال لذكرها هنا- و تواجد الاخوان كقوة سياسية شبة منفردة بالساحة اثار جدلا واسعا فى صفوف اليسار الا انة انتهى بالنتيجة التى تقول الاخوان قوة رجعية ظلامية ومن ثم لا يجب التعاون معهم ، والحقيقة ان هذا الموقف غريب ان يتخذة بعض من يدعون الماركسية فتحليلهم للاخوان ككتلة مصمتة بالتاكيد رؤية خاطئة فالاخوان جماعة تحتوى اكثر من طبقة وفئة فقياداتهم تتكون من رجال الاعمال والبرجوازية الكبيرة وتعتمد قواعدهم على المهنيين (اطباء - مهندسين-محامين الخ) وبرجوازية صغيرة بكل تناقضتها ومن اسفل الطبقات الفقيرة والمسحوقة وبالتالى فالجماعة تحاول دائما ان تعدل وتوازن من خطابها لتستطيع ان تحتوى هذا التباين داخلها ولكن رغما عنها اثناء فترات مد وجذر الصراع الطبقى تجبر ان تتخذ جانب احد الطبقات على حساب الاخرى ولهذا يبدوا امام الشرائح الفقيرة والمهمشة ان الجماعة لا تتبنى مصالحهم ولا تدافع عن قضاياهم وهؤلاء يبحثون عن اى بديل يساعدهم على تخطى ازمتهم وبدلا من ان يسعى اليسار الى هؤلاء ليستعيد دورة الغائب نجدة يتعالى على الجماهير قابعا خلف مكاتب احزابة العتيقة منتظرا ان تعرف الجماهير قدرة ومن ثم تسعى الية ، ولكن الجماهير لا تعرف سوى من يناضل معها كتفا بكتف فى كل نضالاتها وكفاحها.
اليسار على الحياد !
من اكثر المقولات الشائعة بين اليسار الان هو اننا نقف على الحياد بين صراع الدولة والاخوان والحقيقة ان استخدامهم لتعبير مبتذل مثل الحياد ! لهو دليل على افلاسهم الفكرى و تعفنهم النظرى ، فكيف اكون محايدا والاخوان الان يتعرضون لمحاكمات عسكرية وفصل تعسفى من وظائفهم و حاليا اغلب قياداتهم فى معتقلات النظام فاذا لم اتضامن معهم ضد هذا اكون ببساطة قد اخذت جانب الدولة فى هذا الصراع ! والاهم من هذا كيف اكسب ثقة الجماهير اذا اعلنت انى اتنصل من مساعدة الاخوان بينما يروهم اكثر العناصر كفاحية امام النظام ؟ بالتاكيد لن يحترمونى ولهم كل الحق فى هذا ، بيد ان قرار التعاون مع الاخوان يودى بنا الى السؤال التالى ما هى الالية المثلى للتعاون مع الاخوان ؟ بالتاكيد لن يكون عن طريق التحالف معهم فلن يمكننا ذلك بينما هم متمسكين بمواقفهم الرجعية تجاة المرأة والاقباط ولكن عن طريق تكتيك الجبهة المتحدة اى نتعاون معهم فى نقاط محددة والتى فى الغالب لن تتعدى مطالب الحركة الديمقراطية مع الاحتفاظ بشعارتنا ومواقفنا حتى لا نتماهى معهم، كما لا يجب ان يدفعنا ذلك الى تجنب نقدهم عند اى تراجع او مهادنة مع النظام- فلكونهم حركة اصلاحية محافظة يفضلون التفاوض مع الدولةاحيانا- اى يكون شعارنا هو مع الاسلاميين احيانا وضد الدولة دائما ....وهناك اتجاة واسع فى اليسار يقول ان التعاون مع الاخوان يعنى تذيلهم ولكنهم يتناسون ان هناك ظرف موضوعى يحتم علينا العمل معهم حتى لا نتعرض للانعزال ولا يمكن الاستعاضة عن هذة الخطوة بتوحيد اليسار كما يقترحوا اذ ان الحقيقة انة لا توجد قوى يسارية لتوحيدها وفلنعترف اننا فى مرحلة بناء حقيقى لليسار فى مصر حتى وان بدا بشكل جنينى بالنسبة للاخوان ولكن يمكنة التقدم بسرعة وقوة خلال الفترة القادمة من خلال اشتباكة بنضالات العمال والفلاحين والموظفين والطلاب ........ومع تصاعد الحركة الاجتماعية التى نراها الان يمكن لليسار اذا امتلك رؤية سليمة ومتماسكة ان يستعيد مكانتة وتاثيرة على الجماهير .
Monday, October 29, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
16 comments:
انا عايز رايك في الموضوع دة
http://masryforever.blogspot.com/2007/10/blog-post_29.html
رائعرائع رائع
بجد مقال هايل جدا
وموزون وموضوعى
بجد هو ده الفكر المطلوب فعلا من كل الأطراف
موافقك مية فى المية
هايل يا درش
موضوع جميل جدا
انا مختلفه مع الاخوان بس ضد الظلم و مع ان اي حد يقول رأيه و يناقش و يحاور
لازم نسمع بعض و نتعلم من بعض و الاهم نحترم بعض
السجن و لالعتقال ده مكان الحراميه الي كالو البلد مش مكان راجل صاحب فكر حتي لو كان اخواني
كده يا درش ؟
ده ينفع ؟
كده تقول ان الاخوان بيضموا كافه التيارات اطباء و مهندسين و محامين و تنسى ان اللى مؤسسها اصلا المدرسين ؟
انت تعرف ان اول واحد مؤسس لها كان مدرس ؟
كده مش تقول و المدرسين و المفروض تقولهم هماالاول كمان ع العموم انا مخمصك مخمصك مخمصك
الله عليك يا مصطفى تحليلك هايل والاجمل انك لم تاخذ براى اليسار المتعفن (يسار رفعت السعيد)فالاخوان شريك اساسى فى الساحه وحتى لو كنا نختلف معهم ايدلوجيا فاننا معهم من اجل الديمقراطيه معهم ضد المحاكمات العسكريه اما عندما يتكلمون عن الاقباط والمراة فاننا ضد اضطهاد الاقباط والمراه
هو ليه الاخوان مش بيتكلموا عن المصاريف الزايده وللا هما كلهم برجوازيين ؟بامانه حاسس ان المعارك اللى بيخشوها معظمها بتاعتهم زى الشاب اللى اتسحل فى جامعه القاهره واتحاد الطلبه وانها مش معارك الطلبه كلهم ...... هاتقوللى هو اتحاد الطلبه مش معركتنا كلنا؟ هقولك مجرد احساس
شمس :
حضرتك بياكلونا قمح مسرطن ومية ملوثة وبعدين خايف على استغلال اسم الاقصر التاريخى فى امريكا !
صلى عاللى هيشفع فيك !!
منذر :
انت فين يبنى كويس انك جيت قبل ما تروج الجيش ..ابقى طمنى عليك يا جدع ولو ينفع اشوفك قبل ما تروح ابقى قولى ، و بخصوص المقال دة موقف كلنا لازم ناخدة .
ايمى :
كلام جميل يا ايمى ....بس اكيد انت مستقلة صح ؟
مارو :
يا باشا ولا تزعل . ومدرسين كمان ..... ولو عايز بلوجركمان مفيش مشاكل
انجلز :
عزيزى انا احتج على وصف رفعت السعيد بانة يسارى اصلا .. دة حد معين من مبارك فى مجلس الشورى وكان من اول المعزومين على فرح جمال مبارك فى شرم الشيخ فى نفس يوم (1 مايو) عيد العمال اللى حزبة كان عامل احتفالية ليهم .
تروتسكى :
بص يا زميل الاخوان رغن نضالهم فرقة اصلاحية اولا واخيرا وبالتالى هى عايزة نظام زى دة بس مع نسبة فساد ااقل وحرية اكتر ..فطبيعى تكون اجندتهم سياسية فى المقام الاول ، كمان هما موافقين مبدئيا على الخصخصة .
على الرغم من اني أتضامن مع الأخوان في مواجهة الدوله البوليسيه إلا أني لن أتحالف معهم أبدا فلكل منا أجندته الخاصه وأنا أرى أن قيادات الأخوان أصبحوا واقعين تحت تأثير المتشددين من السلفين بأعتراف بعض اعضاء الجماعه أنفسهم وهم لا يقبلون غير مايعرضونه هم وأظن أن برنامجهم الذين عرضوه فيه من الشرح لعقلية الأخوان المتشدده بما يكفي لنعلم أنه لا يمكن لليسار أن يمشى في أتجاه واحد معهم
وأنا أعترف أن اليسار في مصر يعيش في عالم غير العالم ويتحدث بلغه تثير السخريه في قلوب الناس العاديين الذين لايعلمون شئ عن البلاشفه والجيش الأحمر ولا يريدون أن يعلموا !!!
أعتقد أن الخطاب اليساري يجب أن يتغير إلى خطاب سهل يجذب الناس إليه ولا ارى أن اليسار في مصر له مستقبل على الأقل في العشرين عام القادمه
يعني استعد لدولة الخلافه الأسلاميه بقيادة مهدي عاكف يادرش وإلى حين
اسف على الأطاله تحياتي
حبي انا عملت المدونه بتاعتي
الاخوان يا عزيزى
لاعب اساسى فى الحياة السياسية المصرية
على فكرة تحليلك رائع
لا أدري .. هناك شيء ما خطأ في كلامك
كيف يتحالف اليسار مع جماعة تقول بصراحة أنها حين تصل للحكم ستلغي الأحزاب ؟
و علي رأي أخينا الأخواني ... طز في مصر
و كيف تقبل أن يكون حاكم مصر أفغاني أو أيراني .. المهم أن يكون مسلماً
!!!!!
كما يقبل مرشدهم العام ؟؟
---
اليسار يتعاطف مع حقوق الإنسان .. لذلك لا يقبل معاملة أعضاء جماعة الأخوان بشكل عنيف من قبل الحكومة
لكنه أبعد ما يكون عن الأتفاق معهم في الرأي
----
و شكراً لحضرتك علي طرحك للموضوع
أولا دعنى أهنئك على أسلوبك فى سرد المقال
وأحيي فيك اتخاذك موقف فكرى جيد تجاه اليسار
بالنسبة للاخوان هما فعلا ضموا كل الطبقات الاجتماعية
لكن هم ضموا الاغنياء لتمويل الجماعة
وضموا بعض المثقفين ليتكلموا عن لسانهم فى المحافل فى المختلفة
وضموا الطلبة لاستغلالهم فى توسيع نطاق الجماعة وبث روح الثورةوالثقافة السياسية فى الجامعة باسم الاخوان
واستغلوا الفئات المهمشة كقطيع يمكن أن يضحوا به فى أى مناسبة تتطلب مواجهة أى كبش فداء كما أرادوا أن يقال عنهم أنهم يمثلوا كل طبقات الشعب
عيون مصر :
يا رفيق انا لم اقل نتحالف معهم بل نتعاون معهم بطريقة الجبهة المتحدة يعنى نشتغل معاهم باسمنا عادى جدا وبكل شعارتنا بس فى مواقف متفق عليها / حرية الصحافة / ضد المحاكمات العسكرية / ضد قانون الارهاب / الخ.
الشهيد الحى :
بركة يا جامع .... .. هجيلك قريب.
قائد:
اكيد الاخوان من اهم التيارات الموجودة على الساحة .... وشكرا على زيارتك يا قائد
على باب الله :
يا باشا للمرة التانية ...احنا لينا اجندتنا وهما ليهم اجندة .. لكن اكيد بنتقابل فى نقط مشتركة وارجع للبوست فوق هتلاقى انى قولت (ان الاخوان مش بس اغنية فى فقرا كتير ومستحيل الجماعية تقدر ترضيهم على طول )
تائهة فى ارض الاحلام :
والله شرفتينى ونورتى البلوج ...
(
بالنسبة للاخوان هما فعلا ضموا كل الطبقات الاجتماعية
لكن هم ضموا الاغنياء لتمويل الجماعة
وضموا بعض المثقفين ليتكلموا عن لسانهم فى المحافل فى المختلفة
وضموا الطلبة لاستغلالهم فى توسيع نطاق الجماعة وبث روح الثورةوالثقافة السياسية فى الجامعة باسم الاخوان
واستغلوا الفئات المهمشة كقطيع يمكن أن يضحوا به فى أى مناسبة تتطلب مواجهة أى كبش فداء )
الله عليكى .......
تحياتى
كلامك عن العمل من اجل توسيع القاعدة الشعبية لليسار تمام
ولكنى اختلف مع كلامك عن الاخوان فهم اكثر رجعية من النظام واخطر منه
العمل معهم يجعلهم هم المستفيدين وليس اليسار
على اليسار تمييز نفسه عن الاخوان والعمل طبقا لافكاره
اى ديمقراطية تتكلم عن اتحادنا مع الاخوان حولها وهم اعدى اعدائها يا رجل هم يريدون استخدامها فقط للقفز على السلطة
واعتقد ان برنامجهم الذى اعلنوه هو فضيحة حقيقية واسوا بمراحل من النظام القائم حاليا
نحن كشيوعيين نتخذ مواقفنا بناء على تحليل لدرجة تطور الانظمة و المفاهيم فعليك ان تضع الاخوان و الدين السياسى بشكل عام فى موقع اكثر رجعية من النظام الحاكم الحالى يا رفيق ودعك من من يدعون ويلفقون التنظير لتبرير مثل هذا التعاون على شاكلة سامح نجيب
ational:
يا زميل الامور لا تؤخذ هكذا ... انت مصر على التعامل مع الاخوان ككل واحد .. بدون النظر لى الشرائح الفقيرة منهم وعن تمردهم احيانا ضد الجماعة عندما يتم الاضرار بمصالحهم ...فاين دورك هنا؟ هل تنسحب وترفض الحديث والنقاش مع تلك القواعد!
Post a Comment